الثلاثاء، 5 يونيو 2018

انقطاعي عن المعارض الفنية المحلية



دائما أحرص عند زيارتي لأي مدينة ما خارج السعودية الذهاب للمتاحف والمعارض الفنية، فهي بالنسبة لي وجهة أولية قبل السياحة. وفي آخر السنوات هنا في جدة تحديدا، عندما انطلقت ثقافة المعارض الفنية الحديثة شغفي وجهني لزيارة كل ماهو جديد؛ ولكن لاحظت عند انتهائي من زيارة أغلب المعارض بالشعور بالإحباط وأحيانا الملل والقليل من العصبية والذي أدى إلى حدوث ردة فعل لدي جعلني أفقد حماسي و تفادي أو التفكير مليا قبل حضور أي جديد. فلاحظت عدة أمور من الناحيتين  الفنية والاجتماعية والتي برأيي جعلت من مستوى المعارض للأسف غير مرضي ومحبط. 
أولا من الناحية الفنية: ظهور أفراد غير مؤهلين بتسميتهم فنانين، وانتشار حركة فنية وهي ماتعرف بالمفاهيمية في معارضنا (حركة فنية حديثة http://www.tate.org.uk/art/art-terms/c/conceptual-art هنا معلومات أكثر عنها). للأسف كثرت المعارض من هذا النوع والذي قنن من ظهور أي نوع آخرمن الفنون، فأصبح لدينا معارض مكررة مملة. 
ثانيا من الناحية الإجتماعية وما أدراك ما الناحية الإجتماعية: ظهور وحضور جمهور غير مهتم بالفنون لهذه المعارض التي أدى إلى تدني مستواها وعمل إزعاج للفئة القليلة القادمة من أجل رؤية الأعمال الفنية (من الجيد حضور بعض الناس الغير مهتمة للفنون بشكل عام وقد تكون مهتمة بماذا يعني عمل فني) ولكن تحت إطار عدم الإزعاج، وأيضا حضور فئة من الجمهور بلباس وزينة لا يليق بالمكان (مفهوم اللبس بحسب المكان يكاد يكون معدوم لدينا) والذي يسبب إزعاج بصري (لا أعني الشخص يأتي من غير ترتيب ولكن كمال الزينة والبهرجة هنا المشكلة، و لكل مقام مقال). 
للأسف جميع هذه الأمور جعلتني أفكر كثيرا قبل ذهابي لأي معرض. أتمنى من كل قلبي أن يتغير مفهوم ثقافة المعارض الفنية في مجتمعنا وأن نفهم فعليا ماذا يعني معرض فني، و ماذا نقصد بأعمال فنية. 

الصورة: لوحة فان جوخ Starry Night - متحف الفنون الحديثة نيويورك (تصوير الكاتبة) 

لترجمة ماتريد من المدونة

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NoDerivs 3.0 Unported License.